كيف تبدأ العمل الحر أونلاين بصناعة المحتوى؟
لا بد أنك سمعت عن فرص العمل الكبيرة التي يوفرها عالم الانترنت والتكنولوجيا، فربما تتصفح موقعًا عشوائيًا فتجده يفتخر بدخله السنوي ويضعه في صفحته الرئيسية الذي يصل إلى ملايين أو حتى مليارات، هذه النجاحات الضخمة لها العديد من الأسباب ولكن الكثير منها كان فقط عبر تقديم محتوى مفيد وقيّم للمستخدمين والفرص كثيرة ومتعددة ونحن هنا بصدد الحديث لماذا نبدأ بالعمل أونلاين؟ ومن أين نبدأ وما الخيارات المتاحة؟
لماذا العمل الحر أونلاين؟
منذ بداية جائحة كورونا نما توجه العالم أجمع بمختلف الدول نحو العمل أونلاين والتشجيع عليه، ولكن بعد فترات التعافي منها وعودة الحياة تقريبًا لمجراها بسهولة التحرك والاختلاط الاجتماعي، لم تعد الحياة كما كانت قبل الجائحة، وصار التوجه نحو العمل الحر أكبر وهذا يرجع لأسباب عدة نناقشها على شقين، شق للتحديات التي تواجه العمل بصورته النمطية "الوظيفة والعمل حضوريًا" والشق الآخر هو الفرص والمكاسب التي يوفرها العمل الحر أونلاين.
التحديات:
-
- واجه عالمنا العربي ظروف جيوسياسية عرقلت النمو الاقتصادي في كثير من أوطاننا، أدت إلى ركود اقتصادي كبير وتعطيل لحياة كثيرين.
- تدني فرص العمل وانتشار البطالة، حيث واجه عالمنا العربي تحديات كبيرة من ظروف اقتصادية صعبة جعلت فرص العمل في أدنى مستوياتها.
- شح الموارد التعليمية والتدريبية الموجهة في قطاع العمل الحر أونلاين، تجعل الناس حيارى في طريقة البدء بهذا المجال، ومتخوفة من المغامرة في طريق لم يخوضه كثيرين قبلهم.
الفرص:
-
- التعامل مع عملاء من كافة أنحاء العالم وعدم التقيد بشريحة محددة ضمن منطقة جغرافية معينة، مما يفتح المجال للتعامل مع أشخاص ذوو قوة شرائية عالية.
- تكوين صورة تجارية عن نفسك على مستوى إقليمي أو عالمي.
- تنمية علاقات مهنية مع أشخاص من كافة أنحاء العالم، مما يتيح التعلّم من ثقافات متعددة حول أصول العمل وبالتالي تجويده وتقديمه في أحسن هيأة.
- كسب دخل لا يعرف الحدود، إذ يوفر العمل الحر أونلاين أسقف عالية للدخل غير مقيدة بالظروف المحيطة.
هذه أسباب جلية تظهر أهمية التوجه نحو العمل الحر أونلاين واقتناص الفرص الموجودة فيه، لما له من مردود نفعي حقيقي لكل من يبدأ به بجد وسعي دؤوب.
كيف نبدأ العمل أونلاين وما الخيارات؟
كصانع محتوى لديك العديد من الخيارات للبدء، نظرًا لتعدد أنواع المحتوى، وهي: المحتوى المكتوب، والمحتوى المُشاهَد، والمحتوى المسموع، ولكل نوع قنوات خاصة تتيح عرضه والتواصل مع جمهوره الخاص.
-
- المحتوى المكتوب: مثل المقالات والتقارير والمدونات وتلخيص الكتب وأفكار مكتوبة والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها.
- المحتوى المشاهَد: مثل الفيديوهات في يوتيوب والمسلسلات والأفلام والبث الحي المباشر، والتلفزيون وغير ذلك.
- المحتوى المسموع: مثل البودكاست، والتعليق الصوتي والكتب المقروءة ومساحات النقاشات في تويتر و كلاب هاوس وغيرها.
أقسام العمل عبر شبكة الانترنت:
ربما يخطر ببالك الخيارات الأكثر شيوعًا للعمل عبر الانترنت وهي التجارة الإلكترونية أو إنشاء قناة على اليوتيوب ولكن أقسام العمل عبر الإنترنت كثيرة وهنا نذكر لك أهمها:
القسم الأول: تنمية صفحة على منصات التواصل بموضوع معين بهدف البيع أو الترويج لمهاراتك، فماذا يجني منمّي هذه الصفحات؟
1- تحويل المتابعين المهتمين لعملاء يثقون بك، ويشترون خدماتك.
2- الترويج لشركة ما والدعاية لها بمقابل مادي.
3- ستكون هذه الصفحة شاهد على عملك، وميزة كبيرة تُضاف لسيرتك الذاتية.
4- يمكن شراء الصفحة من قبل شركة مهتمة بنفس المتابعين.
5- تقديم الاستشارات عبر الصفحة بمقابل مادي.
القسم الثاني: تقديم الخدمات المصغرة، والخدمات هذه هي منتجات تقدّم مرة واحدة وبحجم معيّن غالبًا ما يكون صغير نسبيًا، مقابل سعر محدد مثل كتابة 200 كلمة في أي موضوع مقابل 10 دولار.
ويوجد منصات عربية تسهّل تقديم هذه الخدمات على البائع والمشتري وتضمن حقوق كلا الطرفين مثل خمسات وكفيل وأي خدمة ومنصات غير عربية كثيرة أيضًا.
القسم الثالث: العمل كمستقل "Freelancer": ويعني العمل على مشروع محدد بسعر واضح في وقت محدد مثل تصوير فيلم خلال 10 أيام مقابل 50 دولار.
ويوجد منصات عربية تدعم تقديم هذه الخدمة بكثافة مثل؛ مستقل وأُريد وشغل أونلاين، ومنصات غير عربية مثل Upwork وPeopleperhour.
القسم الرابع: تسليع المحتوى عبر الاشتراكات المدفوعة والمساهمات الشهرية (عبر الإيميل أو الواتساب أو LaunchPass أو يوتيوب)، فعلى سبيل المثال يقدّم موقع Substack محتوىً مكتوبًا، بحيث تنشئ عبره نشرتك البريدية وتضيف قائمة أشخاص مهتمين بما تكتب، يسمح الموقع لمن يهتم بدفع مساهمات شهرية لمتابعة المحتوى الذي تقدمه قد يكون مبلغًا رمزيًا ولكن كلما كبرت قاعدتك الجماهيرية كلما كسبت أكثر. يوتيوب أيضًا يتبّع نظامًا مماثلًا إذ يستطيع شخص ما لديه قناة على اليوتيوب تفعيل خاصية الانضمام للقناة، ليقدّم له محتوى خاصًا بمقابل مادي يحدده صاحب القناة.
القسم الخامس: بيع منتجات من تصميمك تحمل معنى أو رسالة، توفّر مواقع عديدة فرصة نشر منتجات تصنعها بيديك لتكون بمثابة منصة ترويج لمنتجاتك مما يسمح لك الوصول إلى شريحة أكبر من عملائك المستهدفين، هذه المنتجات قد تكون تحف للزينة صنع يدوي، أو طباعة على الملابس وغيرها.
القسم السادس: الدعاية والتعاون مع شركات للترويج لهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، لو كنت ممن لديه عدد متابعين لا بأس به على منصات التواصل الإجتماعي يمكنك التعاون مع شركات في محيطك يمكن لمتابعيك شراء منتجاتهم عبر وضع اعلان أو دعاية لهم في حسابك ويكون لك عمولة على كل طلب شراء من جهتك.
ينصح الأستاذ محمد الحنًاوي بتنويع مصادر الدخل، ليكون لك أكثر من باب تطرقه، وخطة ب في حال فشل الخطة أ وعدم الاعتماد على مصدر وحيد تتضرر بتضرره.
خرائط مواقع لإدارة وإنشاء وتسليع المحتوى
ولتسهيل كل ما تناولناه في مقالنا هذا يوجد مواقع أنشأت خرائط تساعد صناع المحتوى في ترتيب أعمالهم وسندرس هنا ثلاثة خرائط لصناعة وإدارة المحتوى:
يقدمها موقع Armthecreators.com، حيث حددت مراحل صناعة المحتوى وتسليعه مع ذكر المواقع التي تساعد في إنجاز كل مرحلة، والمراحل هي:
-
- إنشاء المحتوى.
- تنمية المحتوى.
- استهداف الجمهور وكسب ولاؤه.
- الاستفادة من جمهورك لكسب الدخل.
- البيع خارج المواقع الإلكترونية بعد إنشاء السمعة أونلاين.
- إدارة مشاريعك وأعمالك.
هذه الخارطة مقدّمة من موقع CB Insights، وهي شركة وظيفتها الأساسية جمع البيانات مع مصادرها المتعددة ثم دراستها وتحليلها لتقديم النتيجة النهائية كمعلومة قيمة للعملاء، وقد جمعت الأدوات التي يحتاجها صانع المحتوى من إنشاء المحتوى لتنظيم عمليات الاشتراك والإدارة المالية للمشاريع ومنصات التفاعل مع المتابعين وكيفية تقديم الدروس التعليمية وبيع المنتجات، بالإضافة للأدوات الإدارية مثل أدوات التحليل والمتابعة وإدارة المجتمعات وكيفية إضافة الإعلانات.
هذه الخارطة مقدّمة من شركة SignalFire التي رتبت مراحل إنشاء المحتوى زمنيًا، حيث نبدأ بالعمل على منصات السوشال ميديا أولًا والاستفادة منها، ثم الانتقال لمحاولة التأثير على الجمهور وتسويق المنتجات لهم، ثم التعامل مع حسابك الشخصي كأنه عملك الحر وإدارته بكافة نواحيه.
جميع هذه المواقع والخرائط تعد مصدرًا ذهبيًا لكل صانع محتوى يبحث عن طريق البداية في العمل الحر أونلاين، ويستطيع من خلالها ترتيب أفكاره وتنفيذها مع عرض تجارب كثيرين اتبعوا هذه الطرق واستفادوا منها.
الخلاصة
قدّمنا لكم في مقالنا هذا أهم الأسباب التي تجعلنا نتوجه للعمل الحر أونلاين، مع توضيح لطريقة البدء وتوفير الأدوات والمعلومات اللازمة، وبعد هذا يبدأ جهدك أنت لتصنع مسيرتك وتشد العزم على النجاح وتحقيق الدخل بالطرق غير التقليدية وكسر قيود البطالة التي تعيق الكثيرين لعيش حياة كريمة.
كتابة وتحرير: لمى محمد
أفكار ومحتوى: محمد الحنّاوي